تحليل مؤشر داكس الألماني : العوامل المؤثرة والتوقعات
ينظر الخبراء إلى تحليل مؤشر داكس Deutscher Aktienindex (تحليل مؤشر داكس DAX ) باعتباره معيارًا أساسيًا لقوة الاقتصاد الألماني، حيث يتتبع أداء 40 شركة ألمانية عملاقة تمثل قطاعات اقتصادية متنوعة. وهدفنا من هذا التحليل هو تقديم نظرة شاملة على المؤشر، بدءًا من تعريفه وتاريخه، مرورًا بمكوناته وآلية احتسابه، وصولًا إلى أهم شركاته وتوقعاته المستقبلية.
ما هو مؤشر داكس Deutscher Aktienindex ؟
يمكننا تعريف مؤشر داكس، اختصارًا لـ Deutscher Aktien Index 40، بأنه مؤشر سوق الأسهم القياسي للاقتصاد الألماني الذي يتتبع أداء أكبر 40 شركة ألمانية من حيث القيمة السوقية والسيولة.
وتم إنشاء المؤشر في عام 1988 بقيمة أساسية تبلغ 1000 نقطة.
ومنذ ذلك الحين، مر بتطورات هامة، بما في ذلك توسيعه من 30 إلى 40 شركة في عام 2021.
وإلى هذه اللحظة، يعتبر مؤشر داكس مؤشرًا موثوقًا به لقياس صحة الاقتصاد الألماني، حيث يعكس تقلبات الأسعار وأداء الشركات الكبرى.
آلية احتساب مؤشر داكس
في الواقع، يتم احتساب مؤشر داكس باستخدام منهجية التداول الحر،
حيث يأخذ في الاعتبار فقط الأسهم المتاحة بسهولة للتداول، ولا يشمل الأسهم غير القابلة للتداول.
ويتم ترجيحه بالقيمة السوقية، بمعنى أن الشركات ذات القيمة السوقية الأعلى لها تأثير أكبر على قيمته.
ولكن يمكن للشركات المدرجة في داكس أن يكون لها وزن أقصى بنسبة 10٪. وإلى ذلك، تأتي الأسعار المستخدمة لحساب المؤشر من Xetra، وهو نظام تداول إلكتروني تابع لبورصة فرانكفورت.
مكونات مؤشر داكس
كما أشرنا قبل قليل، يضم مؤشر داكس 40 مجموعة متنوعة من الشركات من مختلف القطاعات، بما في ذلك:
- شركات السيارات: مرسيدس بنز، فولكس فاجن، بي إم دبليو
- شركات الصناعة: سيمنز، روبرت بوش، باسف
- الشركات المالية: دويتشه بنك، كومرتس بنك
- المنتجات الكيميائية: باير، BASF
- البرمجيات: SAP
- الطاقة: RWE، E.ON
ولكي يتم إدراج الشركة في مؤشر داكس 40، يجب أن تفي بالشروط التالية:
- أن تكون مدرجة في شريحة Prime Standard في بورصة فرانكفورت.
- أن يتم تداولها بشكل مستمر في Xetra.
- أن يكون لديها طرح عام لا يقل عن 10%.
- أن يكون لها مكتب مسجل في ألمانيا.
- أن يكون مقرها الرئيسي في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
أداء مؤشر داكس التاريخي
بالنظر إلى أداء مؤشر داكس التاريخي على المدى الطويل، شهد مؤشر DAX اتجاهًا عامًا نحو النمو، مع بعض التقلبات على المدى القصير. وتأثر مؤشر داكس بالأحداث الاقتصادية الكبرى، مثل فقاعة التكنولوجيا عام 2000 والأزمة المالية العالمية عام 2008. ليشهد مؤشر DAX تقلبات في السنوات اللاحقة، بما في ذلك الانخفاضات خلال جائحة COVID-19.
حينها لم ينج منه من تداعيات جائحة كوفيد-19، حيث شهد انخفاضًا حادًا بنسبة 40% في غضون أربعة أسابيع فقط خلال عام 2020. ومع ذلك، أظهر المؤشر قدرة قوية على التعافي، حيث عاد إلى الارتفاع ليحقق مستويات قياسية جديدة في عام 2021.
أما بالنسبة لأعلى وأدنى مستوى له، وصل المؤشر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 16,030.36 نقطة في 3 يناير 2023.
في المقابل، وصل مؤشر داكس إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 1,787.63 نقطة في 12 مارس 2009.
ارتباطات مؤشر داكس مع المؤشرات العالمية
يستخدم معامل الارتباط لقياس العلاقة بين زوجين من الأصول، مثل مؤشر DAX وأزواج العملات أو المؤشرات الأخرى.
ويتراوح معامل الارتباط بين -1 و +1، حيث يُشير +1 إلى ارتباط إيجابي مثالي، و -1 إلى ارتباط سلبي مثالي، و 0 إلى عدم وجود ارتباط. وبناءً على ذلك المعامل يمكننا تحليل ارتباطات مؤشر داكس مع المؤشرات العالمية.
العلاقة مع المؤشرات الأمريكية الرئيسية:
يتميز مؤشر داكس بارتباطه القوي مع المؤشرات الأمريكية الرئيسية، حيث تصل نسبة الارتباط إلى أكثر من 90%. يعني ذلك أن اتجاهات مؤشر DAX تتوافق بشكل كبير مع اتجاهات المؤشرات الأمريكية، مثل مؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك.
ومع ذلك، يُلاحظ انحرافًا في هذا الارتباط في بعض الفترات، مثل عام 2018، عندما أصبح الارتباط سلبيًا.
العلاقة مع اليورو:
على الناحية الأخرى، يظهر المؤشر ارتباطًا عكسيًا مع اليورو بنسبة تصل إلى 70 بالمئة، ويعني ذلك أن ارتفاع اليورو يؤدي إلى انخفاض المؤشر والعكس صحيح.
يمكن تفسير ذلك بارتباط الشركات الألمانية الكبرى بالصادرات،
حيث يؤدي ارتفاع اليورو إلى انخفاض قيمة الصادرات الألمانية وبالتالي انخفاض أرباح الشركات.
تأثير السياسات النقدية:
نلاحظ كذلك أن مؤشر داكس حساسًا لسياسات البنك المركزي الأوروبي (ECB). فأي قرارات نقدية تُصدرها ECB، مثل رفع أو خفض أسعار الفائدة، تُؤثر بشكل مباشر على توقعات المستثمرين وأداء الشركات، وبالتالي على المؤشر.
العوامل المؤثرة في مؤشر داكس
يشهد مؤشر داكس الألماني، ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، مسجلاً مستويات قياسية جديدة. يثير هذا الارتفاع تساؤلات حول العوامل المُحفزة لاستمرار هذا الزخم، والتوقعات المستقبلية للمؤشر.
ومن بين العوامل الدافعة لارتفاع مؤشر داكس:
- توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي: يعزى جزء من صعوده إلى التكهنات بخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. يُشير انخفاض نمو الأجور المتفاوض عليها إلى إمكانية اتخاذ البنك المركزي الأوروبي لهذه الخطوة، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي.
- التفاؤل بقطاع التكنولوجيا: يلعب قطاع التكنولوجيا دورًا هامًا في دفع مؤشر داكس، حيث شهد ارتفاعًا ملحوظًا مدفوعًا بالتفاؤل بشأن تطور الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، مما انعكس إيجابًا على أسهم التكنولوجيا العالمية.
- الأداء القوي للشركات: تساهم الأرباح القوية التي أعلنتها العديد من الشركات المدرجة في مؤشر داكس في دعم مساره الصعودي، مما يعكس ثقة المستثمرين في صحة ونمو الاقتصاد الألماني.
- ضعف اليورو: يساعد ضعف اليورو مقابل الدولار الأمريكي على تعزيز تنافسية الصادرات الألمانية، مما يُعد عاملًا إيجابيًا لنمو الشركات وأرباحها.
التحليل الفني لمؤشر داكس
فيما لو أرت استطلاع التوقعات المستقبلية لمؤشر داكس، لا يمكنك تجاهل إجراء تحليل فني موسع، ولكننا تصدينا لهذه المهمة عنك، ويشير التحليل الفني إلى النقاط التالية:
- الدعم والمقاومة: يواجه مؤشر داكس منطقة دعم رئيسية قصيرة الأجل تتراوح بين 17000 و 17060 نقطة. بينما يُعد مستوى 16780 نقطة بمثابة إشارة تحذيرية محتملة في حال اختراقه.
- اتجاه المؤشر: يشير نمط الارتفاعات الأعلى والانخفاضات الأعلى إلى استمرار الاتجاه الصعودي للمؤشر.
- غياب النشاط الهبوطي: يلاحظ غياب ضغوط البيع القوية، مما يشير إلى سيطرة الثيران على السوق.
التوقعات المستقبلية
بشكل عام، وبعد قراءة البيانات التي يقدمها الحليل الفني، تظل توقعات مؤشر داكس إيجابية في الوقت الحالي. ويضاف إلى تلك البيانات المعلومات التالية:
- الدعم القوي: تتمتع الأسواق بدعم قوي من قبل المستثمرين، الذين يتوقعون استمرار النمو الاقتصادي وتحفيز البنك المركزي الأوروبي.
- السيولة العالية: تتمتع أسواق الأسهم الألمانية بسيولة عالية، مما يجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
ويمكننا تلخيص جميع ما ذكرناه في هذا المقال بالقول أن المؤشر يقدم فرصًا استثمارية جذابة في الوقت الحالي، مدفوعًا بالعوامل الأساسية الإيجابية والتحليل الفني الداعم. بينما تظل بعض المخاطر موجودة،
من حيث ارتفاع معدلات التضخم الذي يشكل مصدر قلق محتمل قد يؤثر على مسار المؤشر.
ولا تزال التطورات في الحرب في أوكرانيا تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مما قد يشكل مخاطر على استقرار الأسواق.
ولكن التوقعات تشير إلى استمرار مسار المؤشر الصعودي على المدى المتوسط إلى الطويل على الرغم من كل ذلك.
تعلم تداول العملات وتجارة الفوركس
يمكنك الاطلاع على اخر اخبار التداول في موقع توصيات