ما هو تداول المعادن الثمينة؟
يعد كلّاً من الذهب والفضة والنحاس والبلاتين والبلاديوم من المعادن ذات القيمة المرتفعة على مدار العصور؛ وذلك بسبب ندرتها وتكلفة استخراجها، الأمر الذي يجعلها تلقى اهتماماً خاصاً من المستثمرين والعاملين في قطاع الصناعة، وفي الوقت الحالي؛ فإنه من الممكن الحصول على الأرباح من تداول المعادن الثمينة هذه؛ وذلك دون الحاجة لامتلاكها بشكل ملموس.
كيف يتم تداول الذهب؟
يُعرف تداول الذهب بأنه أحد أهم أنواع تداول المعادن الثمينة؛ حيث يتم فيه المضاربة على معدن الذهب؛ وذلك من خلال إجراء عمليات البيع والشراء على هذا النوع من التداولات، ويتجه إلى هذا النوع من التداول العديد من المستثمرين؛ لأنه يعد أحد التداولات الآمنة إلى حد ما، خاصةً إذا ما قورن بأنواع التداول الأخرى بعيدة الأجل؛ إذ يجب الانتظار لفترة من الزمن للحصول على أرباح جيدة.
يتم تداول الذهب من خلال العقود مقابل الفروقات؛ ممّا يمكّن الشخص من التداول من أي مكان وفي أي زمان؛ حيث يمكنه الاستثمار بالذهب بدون امتلاكه بشكل فعلي، وإنما يقوم بشراء العقود وإعادة بيعها عند ارتفاع الأسعار، ويعد سعر العقد الواحد هو ذات سعر أونصة واحدة من الذهب. للحصول على أفضل النتائج من التداول بالذهب؛ فإنه يفضل الالتزام بالنصائح التالية:
- تنويع التداول: ينتمي التداول في الذهب إلى نوع التداول طويل الأجل، والاعتماد على هذا النوع من التداول لوحده ليس بالأمر الأمثل؛ حيث يفضل أن يتم الاعتماد بنسبة ما على التداول قصير المدى؛ لذا ينصح خبراء التداول بالتنويع ما بين المعادن المختلفة؛ لأن ذلك يعد مربحاً.
- الاهتمام بنقاط التحول: يجب الاهتمام بنقاط التحول التي يشهدها سوق الذهب؛ لمعرفة الوقت الأفضل للاستثمار، وعادةً ما يكون الذهب أكثر ازدهاراً في فترات الركود الاقتصادي، وهنا سيكون التداول في الذهب قصير المدى، أما في فترات الازدهار الاقتصادي فإن وضع الذهب يكون صعباً إلى حدٍّ ما؛ ممّا يجعله تداولاً طويل المدى.
- متابعة المؤشرات: يجب مراقبة المؤشرات والتحقّق من كفاءة كل مؤشر يريد المستثمر استعماله، سواءً كان ذلك في سوق الذهب أو في أسواق التداول الأخرى؛ حيث إن التداول على مؤشرات لم يتم مراقبتها من الممكن أن يعرّض المتداول لخسائر مالية.
- استخدام مؤشرات RSI و Stochastic: تعد هذه المؤشرات خاصةً بأسهم الذهب والفضة بشكل خاصة، والمعادن بشكل عام، وهي من المؤشرات الفعّالة والمفيدة؛ حيث إنها تساعد في تحديد مستويات ذروة الشراء والبيع، وبالتالي فإنها تقدم دلائل مهمة في التداول، ويمكن من خلالها تحديد متى يكون البيع مربحاً، ومتى يكون الشراء هو الأفضل؛ إلّا إنّه يجب التأكّد من مراجعة البيانات المبنية عليها قبل اتخاذ قرار التداول.
كيف يتم تداول الفضة؟
تعد الفضة من أهم المعادن التي حافظت على مكانتها عبر التاريخ، التي بدأ التداول فيها منذ بدء البشرية، ويعود سبب ذلك كونها واحدة من أهم الأصول المالية، وقد كانت من أكثر الأصول تداولاً، والأكثر استخداماً لحفظ قيمة المال، وازداد الإقبال عليها بعد إتاحة تداول الفضة في سوق التداول؛ حيث إنها من الأصول التي تمتاز باستقرار مالي، الأمر الذي يمكن من خلاله إدارة المخاطر، والحصول على قدر أكبر من الأرباح، ويتم التداول فيها حاليّاً من خلال تداول القيمة السعرية فقط دون امتلاكها ماديّاً، وذلك مقابل واحدة من العملات العالمية الرئيسية؛ مثل: الدولار الأمريكي أو اليورو، ويمكن تداول الفضة أيضاً بأشكال مختلفة؛ مثل: صناديق المؤشرات المتداولة للفضة، أو من خلال تداول أسهم شركات التعدين.
يحصل المتداول على الربح من خلال النقاط التي تنتج من الفرق ما بين سعر الشراء وسعر البيع، لذلك وحتى يتم التداول بالشكل الصحيح؛ فإن هناك عدداً من العوامل التي تؤثر على سعر الفضة، ومن أهمها:
- العرض والطلب: تتأثر الفضة بحجم العرض والطلب عليها، وعلى الرغم من كونها متاحة بشكل أكبر من المعادن الأخرى؛ إلّا إنّ الطلب عليها مرتفع بشكل أكبر أيضاً؛ وذلك نتيجة تعدد استخداماتها الصناعية.
- طلب المعادن: يتم استخراج الفضة أحياناً من معادن أخرى خام؛ مثل النحاس؛ لذلك فإن زيادة الطلب على هذه المعادن أو وجود فائض فيها من الممكن أن يؤثر على سعر الفضة.
- الأزمات الاقتصادية: تتأثر المعادن الثمينة بالأزمات الاقتصادية والسياسية؛ وذلك نتيجة عدد من الأسباب؛ مثل: تأثر القطاع الصناعي بهذه الأزمات، وزيادة الإقبال عليها كونها ملاذ آمن لحفظ قيمة الأموال.
كيف يتم تداول البلاتين؟
يعرف البلاتين بأنه معدن فضي اللون مائل للأبيض، وهو أكثر ندرةً من الذهب، ويستعمل في المجوهرات والتطبيقات الصناعية، ونظراً لارتفاع طلبه مقابل كميته المحدودة فإن سعر تداوله مرتفع بشكل أكبر من تداول الذهب، وقبل تداول البلاتين فإنه يجب معرفة العوامل التي تؤثر على سعره، وهي:
- إمدادات محدودة جغرافيّاً: يعد هذا المعدن من المعادن النادرة إلى حدٍّ ما، كما أن 90% من خام البلاتين يأتي من روسيا وجنوب أفريقيا، الأمر الذي يجعل هناك فرصة كبيرة لاحتكاره؛ ممّا يؤدي إلى التأثير على مستويات إنتاجه وأسعاره، كما أن مستقبله مجهول إلى درجة ما، إضافةً إلى أنّ استخراج أوقية نقية منه يحتاج إلى قدر كبير من الطاقة ورأس المال.
- تباين مستوى الطلب: يعد البلاتين من المعادن التي تستعمل بشكل أساسي في صناعة السيارات، الأمر الذي يجعل ازدياد الطلب عليها مرتبطاً بالتشريعات الدولية، فعلى سبيل المثال انخفض الطلب عليه عام 2017 في بعض دول أوروبا بعد إشاعات ازدياد التكاليف على أصحاب سيارات الديزل من قبل الحكومات.
كيف يتم تداول النحاس؟
يمكن تداول النحاس بذات الطريقة التي يتم تداول المعادن الثمينة والسلع من خلالها، ويجب مراقبة أسعار النحاس بشكل جيد في الأسواق المالية، التي غالباً ما يتم عرضها في الأخبار الاقتصادية، ونظراً لكون هذا المعدن من المعادن التي يتم استعمالها في العديد من الصناعات؛ فإن سعره يمثل الحالة الاقتصادية العالمية، وخاصةً الأسواق الناشئة التي تحتاجه بشكل أكبر.
يعتمد المتداولون بشكل كبير على الاستثمار في النحاس، لكونه يمثل برأيهم ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي العالمي؛ وذلك بسبب ارتباطه بالعديد من القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، التي من أهمها: البناء والصناعة، كما أنه يوفر لهم إمكانية تنويع فئات أصول التداول، وبالتالي التقليل من خطر التعرض التعرض لتقلّب الأسعار، الذي يؤدي بدوره إلى التقلب في المحافظ الاستثمارية.
قبل التعرّف على طريقة تداول النحاس فإنه يجب معرفة العوامل التي تؤثر على سعره، التي من أهمها سعر النفط؛ حيث إن تكرار النحاس يعتمد على الطاقة المكثفة، والطلب عليه من الأسواق الأساسية، وتكلفة الاستخراج، وعادةً ما يتم عرض سعر النحاس بالدولار الأمريكي؛ لذا فإن قوة الدولار الأمريكي تساهم في تحديد سعر النحاس.
يتم الاستثمار والتداول في النحاس من خلال العقود مقابل الفروقات، وهي من أدوات التداول التي تتيح للمتداولين تخمين أسعار العملات، كما يمكنهم من خلال عقود النحاس المضاربة على سعر النحاس سواءً كان في ازدياد أو انخفاض ودون امتلاك سبائك النحاس، أو امتلاك أسهم في شركات التعدين، كما يمكن من خلال تداول النحاس التكهن على النمو الصناعي، وسوق الإسكان.