هل من الممكن أن يفقد الذهب قيمته؟
اليوم الملاذ الآمن والاستثمار للمستقبل الذي يتهافت عليه الجميع هو الذهب ومع اقترابه اليوم إلى 4000 دولار للأونصة، يتألق كرمز ثابت للثروة والحماية، ولكن يتردد سؤال في أذهان المستثمرين: هل من الممكن أن يفقد الذهب قيمتهُ ؟
هذا السؤال، استفسار ينبع من واقع مشاهدة تقلبات الأسواق، فهل يستحق الذهب مكانته كملاذ آمن، أم الصورة قد تتغير في المستقبل؟
لماذا يعتبر الذهب مخزناً للقيمة ؟
إذا نظراً لتقلّب الأسواق والثقة التي تهتز من قبل المستثمرين، يظهر الذهب الأكثر ثبات في عالم متغير. ويكمن هذا بمجموعة من الخصائص الفريدة والتاريخ الطويل الذي جعلت من الذهب مخزن للقيمة بكل امتياز. مع العلم تخزين للقيمة هذا يعني أن الأصل يحافظ على قوتهُ الشرائية للمدى الطويل، وهو ما أثبت من الذهب بشكل فريد، والذي جعلهُ الملاذ الأخير الذي يحفظ الثروة عندما تفقد الأصول الأخرى بريقها.
تاريخ الذهب كأداة تبادل واحتياطي عالمي
يأخذ الذهب مكانة قوية عبر التاريخ وهي أساس المتانة. فمنذُ الحضارات القديمة الفرعونية والبيزنطية تم اعتمادهُ كوسيلة للتبادل والمقياس للثروة وهذا بسبب:
- ندرة العرض فلا يمكن صنع الذهب وهذا مايعطيه قيمة ذاتية متأصلة.
- متانة لا تتآكل فلا يصدأ الذهب ولا يفقد جودته مع الزمن.
- قابلية الذهب للتقسيم والنقل فيمكن صكه لعملات أو سبائك بقيم مختلفة.
فعملات الدول مرتبطة بقيمة محددة تعتمد الذهب كأساس، وبالرغم من انتهاء هذا النظام والعمل به بسبب حيلة من أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية بالقرن العشرين، إلا أن لا تزال البنوك المركزية حول العالم تَحتفظ باحتياطيات ضخمة من الذهب وهو ضمان للثقة في اقتصاداتهه. فهذا الاستمرار هو شهادة على القيمة العالمية المُتعارف عليها للذهب التي تتجاوز حدود الحكومات.
دور الذهب كملاذ آمن في الأزمات الاقتصادية
إذا ننظر للذهب بأوقات الأزمات، تشاهد القيمة الحقيقية فعندما تبدأ العواصف المالية بالأسواق، يتجه المستثمرين للذهب للأسباب التالية:
- الحصانة من قرارات الحكومات فالعملات الورقية يمكن طباعتها والسندات قد تتأثر بالتخلف عن السداد، لكن قيمة الذهب لا تعتمد على أي جهة.
- التحوط من التضخم فعندما تطبع الحكومات المزيد من الأموال لإنقاذ الاقتصاد، هذا يؤدي لنخفاض القوة الشرائية للعملات، ولكن الذهب يحافظ على القيمة ويرتفع سعره مقابل العملات.
- مؤشر الثقة العالي فيشهد التاريخ أن الصدمات الجيوسياسية أو الأزمات المالية (مثل أزمة 2008 أو جائحة كوفيد-19) تدفع المستثمرين للبيع الجماعي (مثل الأسهم) واللجوء للذهب كملاذ يحفظ رؤوس أموالهم من التآكل.
هل يمكن أن يفقد الذهب قيمته تماماً ؟
وهذا السؤال يثير القلق لدى أي مستثمر بالذهب فهل يمكن أن يتحول هذا الأصل لقطعة لا قيمة لها؟ الإجابة هي أن احتمال فقدان الذهب للقيمة يعتبر ضئيل لحد الاستحالة العمليّة، ولكن لا يعني قيمته محصنة ضد الانخفاضات المؤقتة وأحيانا انخفاضات كبيرة. فالفرق بين فقدان القيمة كما يحدث للعملات المنهارة، وتراجع القيمة يحصل في فترات الركود. ومن أجل فهم هذا، يجب العودة بالتاريخ قليلاً.
نظرة تاريخية على ثبات قيمة الذهب عبر الزمن
التاريخ دائماً منظار المستقبل الطويل فعلى مر آلاف السنين، شهد الذهب على سقوط دول، وانهيار أنظمة نقدية بالكامل، وأزمات مالية صعبة، ولكن لم يصل إلى للصفر مطلقاً.
- في الوقت الذي فقدت جميع العملات الورقية قيمتها على المدى الطويل بسبب التضخم أو انهيار الحكومات، بقي الذهب يحمل القيمة. فهو الناجي الوحيد من آلاف أصول الثروة عبر التاريخ.
- الاستقرار النسبي بالمدى القصير، لقد تشهدت أسعار الذهب فترات من الركود أو الانخفاض الحاد لكن سرعان ما يعود للارتفاع على المدى الطويل، ويكون مستفيد من دورات اقتصادية جديدة وأزمات لاحقة. فهذه القدرة على الاسترداد هي ما يميز مخزن القيمة الحقيقي.
مقارنة الذهب بالأصول الأخرى مثل العملات الرقمية والأسهم
المنظور الصحيح هو مقارنته بالمنافسين الجدد المحدثين والتقليديين:
- مقارنة بالعملات الرقمية (مثل البيتكوين)
الذهب هو الأصل المادي والملموس، وتاريخه طويل جداً، وقيمتهُ مدعومة بإجماع عالمي وطلب صناعي أيضاً. وتقلباته أقل حدة مقارنة بالعملات الرقمية المشفرة.
بينما العملات الرقمية أصول رقمية غير ملموسة، وحديثة العهد وتتقلب بشكل هائل. وقيمتها تعتمد على الإيمان الجماعي والتقنية، وهي معرضة لخطر التنظيم الحكومي أو الأخطاء التقنية أو فقدان الثقة بشكل حاد. فاحتمال فقدانها الكامل للقيمة أعلى بكثير من الذهب.
- مقارنة الذهب بالأسهم
الذهب معروف هو لا يدر عائد ودخل منتظم، وقيمتهُ من نفسه. وهو أفضل للتحوط من الأزمات.
بينما الأسهم تمثل حصة في شركة ويمكن أن تدر أرباح وتنمو من خلال نمو الاقتصاد. لكن الشركة يمكن أن تفلس وتصبح أسهمها بلا قيمة. فالذهب لا يفلس أبدا.
كيف يستفيد المستثمر من تقلبات الذهب ؟
الذي يعتقدهُ الكثير بأن تقلبات أسعار الذهب مصدر خطر، ولكن المستثمر الذكي يراها فرصة ويمكن استغلالها لكسب المال وتعزيز العوائد وإدارة المخاطر. سواءً كنت متداول يومي أو مستثمر طويل الأجل، فإن فهم آليات استغلال هذه التقلبات يمكن أن يحول تحركات السعر من تهديد لأداة. والمفتاح لا يكمن من التنبؤات، بل بامتلاك استراتيجية مرنة تسمح لك الربح في السوق الصاعدة والهابطة.
استخدام التوصيات الفنية لإدارة الصفقات
بالنسبة للمتداول قصير الأجل، تُعتبر التوصيات الفنية الخريطة التي يمشي عليها. فلا تهدف هذه التوصيات إلى ضرب السوق بدقة مطلقة، بل عبارة عن تقديم إطار منهجي لاتخاذ القرارات ويستند لبيانات السوق بدلاً من العواطف. ويمكن للمستثمر الاستفادة من توصيات تداول الذهب وتحليلات يومية من خلال:
- تحديد نقاط الدخول والخروج باستخدام مستويات الدعم والمقاومة التي تقدمها التحليلات لتحديد المناطق السعرية المناسبة.
- إدارة المخاطر التي تساعدك التوصيات الجيدة على تحديد نقاط وقف الخسارة وهذا يكون بشكل عقلاني لحماية رأس المال في حال انعكاس السعر ضد التوقعات.
- استخدامك لمؤشرات مثل المتوسطات المتحركة والـ MACD التي تتضمنها التحليلات ويكون لتأكيد قوة الاتجاه الحالي وفرص استمرارهُ أيضاً.
استراتيجيات التحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية
أما بالنسبة للمستثمرين طويلي الأجل، فأنهُ تكمن الفائدة من تقلبات الذهب في القدرة على التحوط وتحسين عوائد المحفظة الإجمالية.
- التحوط ضد المخاطر فعندما تشهد أسواق الأسهم والسندات تراجعات، يميل الذهب للأداء بشكل معاكس. فوجود حصة ثابتة من الذهب في محفظتك 5-10% تخفف من حدة الخسائر في الأصول الأخرى خلال فترات الركود، مما يحافظ على رأس المال الكلي.
- الشراء أثناء التقلبات فالمستثمر الطويل الأجل لا يخاف من هبوط السعر بل يرحب به ويشتري. من خلال استراتيجية الشراء على أجزاء، يمكنك شراء كمية صغيرة من الذهب بشكل منتظم (شهري أو ربع سنوي). وهذا يعني أنك تشتري تلقائياً بأسعار منخفضة أثناء فترات الهبوط، مما يخفض متوسط سعر الشراء الإجمالي لديك وتكون الأرباح أكبر عند التعافي.
- الجمع بين الاستراتيجيات فيمكن الجمع بين التحليل الفني والاستثمار الطويل الأجل. بحيث يمكن استخدام توصيات تداول الذهب وتحليلات يومية لتحديد نقاط الشراء عند حدوث تصحيحات كبيرة في السوق، وثم الاحتفاظ بالشراء كجزء من الاستراتيجية طويلة الأجل للتحوط والتنويع.
الأسئلة الشائعة عن إمكانية أن يفقد الذهب قيمتهُ
1- هل من الممكن أن يصبح الذهب بلا قيمة في المستقبل؟
يعتبر هذا السيناريو مستحيل فقيمة الذهب ليست افتراضية بل متأصلة في خصائصه الفريدة مثل ندرته الطبيعية وصلابته، واستخداماته الصناعية والطبية والجمالية الواسعة. حتى لو تراجعت قيمته الاستثمارية، سيبقى له قيمة مادية حقيقية.
2- ما هي أبرز الأحداث التي قد تؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب؟
ارتفاع حاد بأسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وقوة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ، واستقرار النمو الاقتصادي العالمي وانحسار المخاوف.
3- كيف يَختلف الذهب عن العملات الرقمية من حيث القيمة الجوهرية؟
يتمتّع الذهب بقيمة جوهرية ملموسة مدعومة بآلاف السنين من الاعتراف العالمي واستخداماتهُ بينما تستمد العملات الرقمية قيمتها بشكل أساسي من الإيمان الجماعي ومما يجعلها أكثر تقلب ويعرضها لمخاطر تنظيمية وتقنية أكبر فالذهب أصل مادي، بينما العملة الرقمية أصل رقمي.
موقع توصيات يقدم لكم توصيات تداول يومية حيث يمكنك متابعة الموقع لمواكبة اخر اخبار الأسواق العالمية والمحلية.