حكم التداول بالرافعة المالية – التداول بالرافعة المالية يُعتبر من أكثر القضايا التي تؤثير الجدل بين المتداولين داخل العالم الإسلامي. فمن جهة إيجابية تمنح الرافعة فرصة تحويل رأس مال صغير إلى قوة شرائية كبيرة تمكن المتداول من الدخول في صفقات ضخمة لا يمكنهُ الوصول إليها بمالهِ المحدود. ولكن من جهة أخرى سلبية تطرح هذهِ الأداة الإشكالات الشرعية المعقدة التي تتعلّق بالربا والغرر، والمخاطرة الكبيرة التي تؤدي لخسارة كامل المال. لذلك المُستثمر المسلم يجد نفسه أمام معادلة صعبة هل يستفيد من هذه الأداة ويحقّق أرباح أكبر، أم يقوم بتجنبها خشية الوقوع في محرمات شرعية؟ في هذهِ المقالة سنقوم بشرح الموضوع بشكل أفضل، فتعريف الرافعة المالية وما الفوائد والمخاطر، والأهم مواقف الفقهاء، وما هي الضوابط التي يمكن أن تجعلها متوافقة مع أحكام الشريعة. بدايةً
ما هي الرافعة المالية ؟
الرافعة المالية هي أداة توفرها الشركة الوسيطة التي تفتح معها حساب التداول لتكون قادر على زيادة رأس مال الصفقة التي تدخل بها.
تعريف الرافعة المالية في سوق التداول
الرافعة المالية الأداة المالية التي تقدمها شركات الوساطة للمتداولين، وتسمح للمتداول بالتحكم في صفقات أكبر من رأس ماله الفعلي. إذا نفكر بشلك رياضي علمي؛ تعني الرافعة نسبة مُضاعفة بين رأس المال الحقيقي وحجم الصفقة الممكن فتحها. على سبيل المثال: رافعة 1:100 تعني أن كل 1 دولار من رأس المال يُمكّنك كمتداول من التحكم بـ 100 دولار في السوق. إذا كان لديك 1000 دولار، ومع رافعة 1:100، يمكنك فتح صفقة بقيمة 100,000 دولار وهذه هي الفرصة التي يشاهدها المتداول.
كيف تعمل الرافعة المالية في منصات الفوركس وعقود الفروقات CFDs؟
إذا نريد شرح آلية العمل آلياً؛ فأنت عند استخدامك الرافعة يقوم الوسيط بحجز ما يُعرف بالهامش (Margin)، وهو مبلغ صغير يُمثل الضمان للصفقة التي قمت بها. فإذا تحرك السوق عكس الصفقة وبدأت تخسر، فقد يتم إغلاق الصفقة بشكل تلقائي فيما يُعرف بـ Margin Call. مثال للتوضيح:
- رأس المال: 1000 دولار.
- رافعة مالية: 1:100.
- قيمة العقد المفتوح: 100,000 دولار.
إذا ارتفع السعر بنسبة 1% حسب ما تتوقع = ربح 1000 دولار (أي 100% من رأس المال) إذا انخفض السعر بنسبة 1% عكس ما كنت تتوقع = خسارة 1000 دولار، وانتهاء الحساب (هذا يكون في حال عدم وضعك لوقف الخسارة عند سعر معين) فربما تضع وقف الخساره عند 0.10 % وتخسر 100 دولار فقط.
فوائد ومخاطر الرافعة المالية
لكل أداة توجد فوائد ومخاطر ولا بد من معرفتها
مضاعفة القوة الشرائية
الميّزة الأكبر للرافعة التي تقدم للمتداول هي مضاعفة القوة الشرائية للمتداول برأس مال صغير جداً فيمكنهُ دخول أسواق ضخمة مثل الفوركس أو السلع أو المؤشرات. فهذا الأمر يجذب الكثير من صغار المُستثمرين الذين يرون فيها فرصة لتحقيق عوائد عالية بسرعة أكبر لكن الجانب السيئ.
زيادة حجم المخاطرة
فالوجه الآخر للرافعة هو المخاطر العالية لخسارة الأموال. فكما تضاعف الأرباح، لا شك تضاعف أيضاً الخسائر. فكثير من الحسابات يتم تصفيتها بسبب الرافعة العالية و (عدم إدارة مخاطر بشكل جيد)، إذ قد تؤدي حركة بسيطة في السوق إلى خسارة كل رأس المال. وإذا نظراً إلى قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي (رقم 63/1/7 – 1992م) الذي يقول “كل قرض جرّ نفعاً فهو من الربا المحرم، سواءً كان ذلك مشروط في العقد أو جرى بهِ العرف.” لكن ليسَ كل هذا انتظر لمعرفة المزيد.
ما الفرق بين الرافعة المالية والحسابات الإسلامية ؟
لدى بعض العلماء المسلمين تفريق بين للحسابات التداول إذا كان إسلامي أو لا، وهذا ما يأخذنا لفهمها بشكل أفضل.
كيف تقدم الرافعة في الحساب الإسلامي دون فوائد ربوية ؟
أفضل شركات التداول الإسلامية تقدّم رافعة مالية بدون فوائد على التبييت، وهذا يعني إذا احتفظ المتداول بصفقة لليوم التالي، لا يتم فرض أي رسوم ربوية. وتوجد ضوابط تجنب المعاملات غير الشرعية وهي:
- حظر التبييت الربوي.
- حظر البيع على المكشوف.
- الشفافية في العقود، بحيث يكون العقد مبني على المضاربة المشروعة وليس المقامرة.
نصائح شرعية وتقنية قبل استخدام الرافعة
التحقّق من خلو الحساب من الفوائد؛ ابحث عن أفضل الوسطاء الذين يقدمون حسابات إسلامية معتمدة، وتأكد من وجود شهادة حلال أو موافقة من جهة شرعية.
في البداية، الالتزام بضوابط إدارة المخاطر؛ فلا تستخدم رافعة أعلى من 1:10 أو 1:20.
حيث ان استخدام الأوامر لوقف الخسارة من أجل حماية رأس المال. فلا تخاطر بأكثر من 2% من رأس مالك في صفقة واحدة. التحذير من المبالغة في الرافعة والأثر على النفس؛ فالمبالغة في استخدام الرافعة يفتح باب الطمع والتهور، وهما من أخطر الأمراض في المعاملات المالية. فالرافعة المالية سلاح ذو حدين.
ما هو حكم التداول بالرافعة المالية ؟
من جانب تمنح المتداول قوة شرائية هائلة، ومن جانب آخر قد تجره إلى خسائر فادحة ومخاطر شرعية.
ان الرأي الراجح بين العلماء أن التداول بالرافعة جائز إذا كان عبر حسابات إسلامية خالية من الفوائد والغرر، وضمن ضوابط شرعية وتقنية واضحة. وهذا ما جاء في: فتوى الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي (أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – فتوى منشورة 2010م) “التداول بالرافعة المالية إذا كان من خلال حساب إسلامي لا يترتب عليه فوائد ربوية، ولا يتضمن بيع ما لا يملك، ولا مقامرة فإنه جائز بضوابط منها؛ ضبط حجم المخاطرة وعدم المغامرة بالطمع.” أما الحسابات التقليدية التي تفرض فوائد أو تسمح بالبيع على المكشوف، فهي غير جائزة شرعاً.
التوصيات العملية للمتداول المسلم والخلاصة
اختر أفضل شركة تداول إسلامية تقدم حساب إسلامي مُعتمد. والتزم بروافع مالية معتدلة وإدارة مخاطر صارمة. إذا لم تجد بيئة تداول متوافقة مع الشريعة، فالخيار الأكثر أمان هو تجنب الرافعة المالية بشكل تام. الخلاصة: الرافعة ليست حرام في ذاتها، لكنها تصبح كذلك إذا ارتبطت بالربا أو المقامرة. فكن واعي، ولا تجعل الطمع يقودك إلى ما يغضب الله. يمكنك الاطلاع على اخر اخبار التداول في موقع توصيات
