فتاوى فوركس

صناديق الاستثمار المتداولة

خلال السنوات الأخيرة لقد أصبحت صناديق الاستثمار المتداولة الحديث للمُستثمرين في كل مكان.
من الكافيه الذي يجلس فيها الشباب الطموح، إلى المكاتب التي يناقش فيها المحللين الماليين اتجاهات السوق لمعرفة كيفية اتخاذ القرارات.
كثيرون يعتبرون هذه وسيلة ذكية للاستثمار، تجمع بين التنويع وسهولة التداول.
لكن بالنسبة للمستثمر المسلم يبقى السؤال الأهم: ما حكم تداول صناديق الاستثمار المتداولة ETFs ؟
فقبل أن نحكم على الأمر ونرى ما حكم الإسلام والشرع بالتداول للصناديق الاستثمارية، علينا أن نفهم جيداً ما هي هذه الصناديق وكيف تعمل وما الفرق بينها وبين الصناديق المشتركة التقليدية أيضاً؟
ومن ثمّ سنستعرض الأهمية وكيف يمكن اختيار الصناديق التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

فخلال هذه السطور لن نكتفي بالشرح الأكاديمي بل سنتناول أمثلة وتجارب لأشخاص بسيطة لنساعدك على تكوين صورة واضحة، لتتمكن في النهاية اتخاذ قرار استثماري جيد، لتحصل على عوائد مالية جيدة.

ما هي صناديق الاستثمار المتداولة ؟

ما رأيك تتخيل أنك تريد الاستثمار في سوق الأسهم!
ولكنك لا تملك الوقت أو الخبرة الجيدة لاختيار كل سهم بنفسك.
فهنا تأتي صناديق الاستثمار المتداولة أو كما تعرف بالاختصار ETFs.
وهذا لتكون مثل “سلة” تحتوي بداخلها مجموعة من الأسهم أو السندات أو حتى السلع.
وأيضاً يتم تداولها في البورصة تماماً مثل أي سهم عادي.

فبدل أن تقوم بطلب شراء 30 أو 40 سهم واحد واحد، فيمكنك شراء حصة من صندوق واحد يكون هذا الصندوق مكوّن من هذهِ الأصول، وكأنك دخلت سوبر ماركت الاستثمار وقمت بشراء “سلة جاهزة” تضم تشكيلة متنوعة من المنظفات والمأكولات والعناية الشخصية.

الذي يميّز صناديق الاستثمار المتداولة هو سهولة عمليات الشراء والبيع خلال يوم التداول.
إضافة إلى ذلك انخفاض التكاليف المقارنة ببعض الصناديق التقليدية.
وهذا ما يجعل ETFs خيار مفضل للكثير من المستثمرين المبتدئين والمحترفين على حدٍ سواء.

ما هي أهمية وفوائد صناديق الاستثمار المتداولة ؟

ابدأ الآن وقم بطرح سؤال على أي مستثمر خبير عن سر النجاح في السوق التداول، غالبيتهم سيقولوا لك التنويع هو السبب. فصناديق الاستثمار المتداولة تقدم هذا التنويع على طبق من ذهب.
فبدل أن تضع كل الأموال في سهم واحد أو قطاع واحد، يمكنك من خلال ETF أن توزّع الاستثمارات على عشرات أو حتى مئات الأصول في لحظة واحدة.

وإحدى الفوائد الكبرى لهذهِ الصناديق هي سهولة الوصول.

فأنت لا تحتاج إلى رأس مال ضخم من أجل أن تبدأ وتستثمر، بل يُمكنك شراء وحدة واحدة أو أكثر حسب الميزانية التي ترصدها للاستثمار.

كما أنّ تكاليف الإدارة غالباً منخفضة أثناء المقارنة بالصناديق المُشتر
بل يمكنك بيع تلك الأسهم أو شرائها بسهولة خلال جلسة التداول، وما يمنحك مرونة عالية في إدارة الأموال.

لذلك نحن نقول صناديق الاستثمار المتداولة ليست مجرد أداة مالية تشبه غيرها، بل هي حل تقوم بجمع بين التنويع والمرونة وتكاليف منخفضة، وهذا جعلها خيار ذكي سواءً كنت مبتدئ أو مستثمر متمرس.

ما الفرق بين صناديق الاستثمار المتداولة والمشتركة ؟

غالبية المستثمرين بالبدية تخلط بين صناديق الاستثمار المتداول (ETFs) وصناديق الاستثمار المشتركة (Mutual Funds)، ويختلط الأمر على البعض وخاصة أن الهدف الأساسي لكليهما هو جمع أموال المُستثمرين واستثمارها في مجموعة متنوعة من الأصول. لكن طريقة عملهما مختلفة بشكل تمام.

  • من حيث التداول:

صناديق الاستثمار المتداولة تباع وتشترى في البورصة بشكل تام مثل الأسهم، وأسعارها تتغير لحظة بلحظة طوال يوم التداول.

أما الصناديق المشتركة، فلا يتم وضع تسعيرة أو يتم تداولها إلا مرة واحدة في نهاية اليوم، وهذا يكون أيضاً بعد إغلاق السوق.

  • من حيث التكاليف:

غالباً ما تكون رسوم إدارة ETFs من قبل الخبراء أقل من الصناديق المشتركة، لأنها تُدار بشكلٍ سلبي في كثير من الأحيان.
أي تتبع مؤشر معين بدل من أن يُديرها فريق يحاول التفوق على السوق.
لكن الصناديق المشتركة غالباً تُدار بنشاط أكبر، وهذا يزيد من التكاليف.

  • حيث المرونة:

يُمكنك شراء أو بيع ETF في أي وقت خلال جلسة التداول، وهذا يمنحك حرية الحركة السريعة داخل السوق وتسييل العملة. أمّا الصناديق المشتركة فلا يمكنك تحديد سعر الشراء أو البيع أثناء اليوم لأن العملية كلها تتم بسعر الإغلاق.

Exness

لنأخذ مثال توضيحي:

تخيّل لديك 1000 دولار وتريد الاستثمار في شركات التكنولوجيا.
وإذا اخترت صندوق متداول يُمكنك شراءهُ الآن بسعر السوق، وبيعهُ بعد ساعة أو حتى بعد دقائق إذا رغبت.

لكن إذا اخترت صندوق مشترك، سوف تُرسل طلب الشراء اليوم ولكن التنفيذ سيكون بسعر إغلاق اليوم.
حتى لو تغيّر السوق بشكلٍ كبير خلال النهار.

لذلك باختصار ولتبسيط الحركة نفرض صناديق ETFs تشبه “سيارة شخصية” تتحرك بها متى ما تريد.
بينما الصناديق المشتركة أشبه بـ “حافلة نقل تابعة لشركة” تتحرك في مواعيد محددة فقط.
إذا كيف تختار الصناديق الإسلامية؟

كيف تختار صناديق الاستثمار المتداولة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ؟

عملية اختيار صندوق استثمار متداول متوافق مع الشريعة الإسلامية لا تصل له بمجرد البحث عن كلمة “إسلامي” في اسمهِ، بل هي عملية تحتاج إلى قليل من البحث والتدقيق.

ولنذكرك بذلك فأول ما يجب الانتباه إليه هو طبيعة الأصول داخل الصندوق.
الصندوق المتوافق مع الشريعة يقوم بالاستثمار في شركات أو أصول لا تتعامل مع أنشطة محرمة مثل الخمور أو القمار، والبنوك الربوية أيضاً حرام.
فبعض الصناعات التي تتعارض مع القيم الإسلامية لا يمكنك الاستثمار فيها إذا كنت تبحث عن حكم شرعي لتداول صناديق الاستثمار.

ثانياً، هناك معايير مالية تستخدم للتصفية من الشركات داخل الصندوق.
مثلاً نسبة الديون الربوية مقارنة بإجمالي أصول الشركة، أو حجم الإيرادات غير المباحة.
غالباً ما تشرف على هذهِ المعايير هيئة رقابة شرعية تراجع مكونات الصندوق بشكلٍ دوري.
إذا ما هو حكم تداول صناديق الاستثمار المتداولة ؟

الحكم الشرعي لتداول صناديق الاستثمار المتداولة

هناك بعض المعايير الأساسية التي تحدد ما إذا كان صندوق الاستثمار المتداول حلال وجائز شرعاً أم لا. 

  1. تجنّب الفوائد الربوية سواءً كانت ضمن استثمارات الصندوق أو في العوائد التي يحققها. 
  2. إضافة إلى الابتعاد عن الأصول غير المباحة، مثل الاستثمار في أنشطة محرمة كالقمار، أو الخمور، أو التبغ، أو أي نشاط يقوم على مواد أو ممارسات غير أخلاقية.

وبناءً على هذهِ الضوابط، يتحدد الحكم الشرعي لتداول هذهِ الصناديق؛ فإذا التزم الصندوق بها كان الاستثمار فيه مباح وحلال شراء السهم، أما إذا خالفها فإنه يصبح غير جائز.

للمزيد من المعلومات اضغط على فتاوى فوركس

يمكنك الاطلاع على اخر اخبار التداول في موقع توصيات

Nayif Alahmad

كاتب ومحلل اقتصادي في موقع توصيات. يترأس قسم التحاليل والتوصيات منذ 5 سنوات, كما ويقوم في اصدار التحاليل اليومية على قناة اليوتيوب الخاصة في موقع توصيات. بدأ مسيرته في هذا المجال من سنة 2015.
زر الذهاب إلى الأعلى